تم أمس الأربعاء بمقر أكاديمية المملكة المغربية تقديم انطولوجيا “كتابات نسائية من المهجر”، وذلك خلال حفل حضره عدد من الشخصيات من العالم الأدب والإعلام من المغرب وخارجه.
وتضم هذه الانطولوجيا التي أصدرها مجلس الجالية المغربية بالخارج ودار النشر (فنك)، أعمال كل من الكاتبات مريم العلوي (الحقيقة تخرج من فم الحصان)، وهاجر أزل (L’envers de l’été)، وليلى باحساين (نظرية الباذنجان)، ورانيا برادة (نجاة أو البقاء)، سميرة العياشي (بطن الرجال)، وزينب مكوار (الدجاجة وكامونها) وليلى سليماني (عطر الزهور ليلا).
وتقدم الكاتبات المغربيات الشابات من خلال هذه الأعمال نظرة جديدة عن المجتمع المغربي اليوم، ويثرن العديد من الإشكالات، مع السفر بالقارئ إلى عوالمهن الخاصة.
وبهذه المناسبة، قال رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، السيد ادريس اليزمي، إن الثقافة تمكن من تجديد الوصل بين الجالية المغربية المقيمة في الخارج والمغرب، موضحا أن “الثقافة تكشف الكثير عن واقعنا وتمثل نوعا من المعارضة المستمرة للخطابات التي نتبناها بخصوص العديد من القضايا”.
وأضاف اليزمي أنه “بفضل الحضور المغربي القوي في جميع القارات، فإن المملكة تتحدث اليوم إلى العالم”، مشيرا إلى أن هذا التنوع والوجود الجغرافي يسمح للمخيال المغربي بتغذية نفسه والاستلهام من واقع جديد.
من جانبها، أوضحت ليلى الشاوني، مديرة دار النشر (الفنك)، أن هذه المجموعة المختارة تسلط الضوء على مواهب وتنوع الأصوات النسائية المتحدرة من ثقافتين مختلفتين، مشيرة إلى أن القارئ سيكتشف من خلال هؤلاء الكاتبات مخيالات متنوعة ومختلفة ومؤثرة وغنية وأحيانا مذهلة.
وأشارت إلى أن هذه الانطولوجيا تضم أعمال سبع كاتبات ملهمات يقدمن رؤى فريدة حول الوضع النسائي والقضايا الاجتماعية والتجارب الفردية، مشيرة إلى أن كل واحدة منهن تضفي حسها الفريد ورؤيتها الخاصة، مما يدعو القراء إلى استكشاف عوالم أدبية مثيرة.
وأضافت الشاوني أن تجميع سبعة كتب في هذه المجموعة لم يأت بمحض الصدفة، بل يكتسي دلالة خاصة نظرا لأن الرقم سبعة هو “رقم مبارك”.
من جهته، أكد أمين السر الدائم للأكاديمية، السيد عبد الجليل الحجمري، أنه قبل بضع سنوات، كانت وجود أدب ثنائي اللغة في المغرب، أي أدب باللغة الفرنسية واللغة العربية، أمرا يشغل باله إلى حد كبير.
وأضاف أنه “اليوم، يشهد الأدب المكتوب باللغة الأجنبية بعض التجديد بفضل هؤلاء الكتاب والكاتبات الشباب”، مشيرا إلى أن هذا التجديد يأتي ليمنح الأمل.
وخلال هذا اللقاء، قدمت أربع صحفيات مغربيات هن حنان الحراث وسندس الشرايبي ولبنى السراج وغيثة الزين، قراءاتهن لهذه الاعمال، بما يمنح تشويقا للحضور لمطالعة الروايات المعنية.
وتندرج مبادرة تقديم هذه الانطولوجيا في إطار الرغبة في إبراز “الإنتاج الأدبي المزدهر للروائيات الشابات اللواتي يقمن في ديار المهجر”، واللواتي برزن في العقود الأخيرة على خطى رواد الأدب مثل أحمد الصفريوي وإدريس الشرايبي ومحمد خير الدين والطاهر بن جلون وعبد اللطيف اللعبي.
كما يتعلق الأمر بالتدليل على أن “الأدب المغربي المكتوب باللغة الفرنسية لم يجدد نفسه فحسب، بل إنه اصطبغ بصبغة نسائية أيضا على الرغم من أن بعض المراقبين كانوا يرون أنه مهدد بالاندثار”.
تعليقات( 0 )