فن الملحون أحد الأعمدة القوية التي تشيد عليها الذاكرة الموسيقية في المغرب، باعتباره من الألوان الغنائية التراثية، التي تحظى باهتمام بالغ من لدن المستمع العربي على رغم كون الأغنية التراثية لا تحظى بقيمة كبيرة من لدن المستمع، مقارنة مع موسيقى الراب والراي والشعبي، فإن المتتبع يجد أن الملحون له جمهوره الخاص الذي يتابعه ويستمع إلى أغانيه، بحكم السحر الذي تمارسه أشعاره وموسيقاه على أذن كل مستمع لها.
إذا كان الملحون في أصله عبارة عن مجموعة من الأشعار القديمة يعاد تلحينها وغناؤها وفق أشكال مختلفة ومتنوعة من الكلمة وقواعدها وآلاتها الموسيقية، فإن هذه الأخيرة جعلت الملحون يخرج من طابعه المحلي صوب العالمية. والدليل على ذلك حجم المهرجانات التي تقام في كل من فرنسا وبلجيكا وهولندا حول الأغنية العربية ذات النفس التراثي، إذ يحضر فن الملحون بوصفه من الألوان الغنائية المؤسسة لمسار هذه المهرجانات الغنائية، بما تنطبع به من صورة فنية وهوية جمالية، تجعل الآخر يروم إلى الاستماع والبحث والتنقيب عن مظاهر تشكل قصيدة الملحون.
تعليقات( 0 )